فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا} (87)

{ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ( 87 ) }

{ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } الاستثناء فيه قولان :

أحدهما : أنه متصل لأن الرحمة تندرج في قوله وكيلا ، يعني إلا رحمة فإنها إن نالتك فلعلها تسترده عليك .

والثاني : أنه منقطع فمعناه لكن لا نشاء ذلك رحمة من ربك أو لكن رحمة ربك تركته غير مذهوب به ، أو لكن أبقيناه إلى قرب قيام الساعة فعند ذلك يرفع ، ويقدر إلا ب { لكن } عند البصريين وببل عند الكوفيين .

وقد أخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه والطبراني والبيهقي وغيرهم عن ابن مسعود قال : إن هذا القرآن سيرفع ، قيل كيف يرفع ، وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف ، قال : يسري عليه في ليلة واحدة فلا تترك منه آية في قلب ولا مصحف إلا رفعت فتصبحون وليس فيكم منه شيء ، ثم قرأ هذه الآية وقد روي هذا عنه ، وعن جمع من الصحابة موقوفا ومرفوعا .

{ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرً } حيث جعلك رسولا وأنزل عليك الكتاب وألقى عليك القرآن والعلم وصيرك سيد ولد آدم وختم بك النبيين وأعطاك المقام المحمود وغير ذلك مما أنعم الله به عليك .