الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا} (87)

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن مسعود قال : إن هذا القرآن سيرفع . قيل : كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف . . . ! ؟ قال : يسرى عليه في ليلة واحدة فلا يترك منه آية في قلب ولا مصحف إلا رفعت ، فتصبحون وليس فيكم منه شيء . ثم قرأ { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك } .

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ليسريَنَّ على القرآن في ليلة فلا يترك آية في مصحف أحد إلا رفعت .

وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يسرى على القرآن ليلاً فيذهب به من أجواف الرجال ، فلا يبقى في الأرض منه شيء .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع ، فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع . قالوا : هذه المصاحف ترفع ، فكيف بما في صدور الناس . . . . ! ؟ قال : يعدى عليه ليلاً فيرفع من صدورهم ، فيصبحون فيقولون : لكأنا كنا نعلم شيئاً ، ثم يقعون في الشعر .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يُدرس الإسلام كما يدرس وشْيُ الثوب ، حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك . ويسرى على كتاب الله في ليلة ، فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آبائنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها » .

وأخرج الخطيب في تاريخه ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : يوشك أن يدرس الإسلام كما يدرس وَشْي الثوب ، ويقرأ الناس القرآن لا يجدون له حلاوة ، فيبيتون ليلة فيصبحون وقد أسري بالقرآن وما قبله من كتاب ، حتى ينتزع من قلب شيخ كبير وعجوز كبير ، فلا يعرفون وقت صلاة ولا صيام ولا نسك . . . . حتى يقول القائل منهم : إنا سمعنا الناس يقولون : لا إله إلا الله ، فنحن نقول لا إله إلا الله .

وأخرج ابن أبي داود وابن أبي حاتم ، عن شمر بن عطية رضي الله عنه قال : يسرى على القران في ليلة فيقوم المتهجدون في ساعاتهم فلا يقدرون على شيء ، فيفزعون إلى مصاحفهم فلا يقدرون عليها ، فيخرج بعضهم إلى بعض فيلتقون فيخبر بعضهم بعضاً بما قد لقوا .

وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يأتي الناس زمان يُرْسَلُ إلى القرآن ويرفع من الأرض » .

وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث نزل ، له دوي حول العرش كدوي النحل ، يقول : أُتْلَى ولا يُعْمَلُ بي .

وأخرج محمد بن نصر ، عن الليث بن سعد رضي الله عنه قال : إنما يرفع القرآن حين يقبل الناس على الكتب ويكبّون عليها ويتركون القرآن .

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإن ذهبت فعليكم بكتاب الله . . . أحلوا حلاله وحرّموا حرامه ، فإنه سيأتي على الناس زمان يسرى على القرآن في ليلة فَيُنْسَخُ من القلوب والمصاحف » .

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يسرى على كتاب الله فيرفع إلى السماء ، فلا يبقى على الأرض من القرآن ولا من التوراة والإنجيل والزبور ، فينزع من قلوب الرجال فيصبحون في الصلاة لا يدرون ما هم فيه .

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي ، عن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يسرى على كتاب الله ليلاً فيصبح الناس ليس في الأرض ولا في جوف مسلم منه آية » .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يرفع الذِكْرُ والقرآن » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما قالا : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «يا أيها الناس ، ما هذه الكتب التي بلغني أنكم تكتبونها مع كتاب الله ؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه فَيُسْرَى عليه ليلاً لا يترك في قلب ولا ورق منه حرفاً إلا ذهب به . فقيل : يا رسول الله ، فكيف بالمؤمنين والمؤمنات ؟ قال : من أراد الله به خيراً أبقى في قلبه لا إله إلا الله » .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه عن جده قال : يسرى على القرآن في جوف الليل ، يجيء جبريل عليه السلام فيذهب به ، ثم قرأ { ولئن شئنا لنذهبن . . . } الآية .