الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِذَآ أُلۡقُواْ مِنۡهَا مَكَانٗا ضَيِّقٗا مُّقَرَّنِينَ دَعَوۡاْ هُنَالِكَ ثُبُورٗا} (13)

{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً } قال ابن عباس : يضيق عليهم كما يضيق الزجّ في الرمح .

وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي قال : حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي قال : حدّثنا عبد الرَّحْمن بن أبي حاتم قال : قرئ على يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني نافع عن يحيى بن أبي أسيد يرفع الحديث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سئل عن قول الله سبحانه { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً } { مُّقَرَّنِينَ } قال : " والذي نفسي بيده إنّهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط ، مقرّنين مصفّدين ، قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال " . ومنه قيل للحبل قَرنٌ ، وقيل : مع الشياطين في السلاسل والأغلال .

{ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } ويلاً عن ابن عباس ، هلاكاً عن الضحّاك .

روى حمّاد عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أوّل من يُكسى حُلّة من النار إبليس فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه ، وذريته من خلفه وهو يقول : يا ثبوره وهم ينادون ياثبورهم حتى يُصَفّوا على النار