الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا} (12)

{ بَلْ كَذَّبُواْ بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً * إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً } أي غلياناً وفوراناً كالغضبان إذا غلا صدره من الغضب { وَزَفِيرًا } ومعنى قوله : سمعوا لها تغيّظاً أي صوت التغيّظ من التلهّب والتوقّد ، وقال قطرب : التغيظ لا يُسمع وإنّما المعنى : رأوا لها تغيّظاً وسمعوا لها زفيراً . قال الشاعر :

ورأيت زوجك في الوغى *** متقلّداً سيفاً ورمحا

أي حاملاً رمحاً .

أخبرني أبو عبد الله بن فنجويه قال : حدّثنا أبو بكر بن خرجة قال : حدّثنا أبو جعفر بن أبي شيبة قال : حدّثني عمي أبو بكر قال : حدّثنا محمد بن يزيد عن الأصبغ بن زيد الورّاق عن خالد بن كثير عن خالد بن دريك عن رجل من أصحاب رسول الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن كذب عليّ متعمّداً فليتبّوأ بين عينَي جهنم مقعداً فقال : يا رسول الله وهل لها من عينين ؟ قال : نعم ألم تسمع إلى قول الله سبحانه { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } " .