قوله : { وَإَذَا أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً } . «مَكَاناً » منصوب على الظرف{[35466]} ، و «منها » في محل نصب على الحال من «مكاناً » . لأنه في الأصل صفة له{[35467]} . و«مُقَرَّنينَ » حال من مفعول «أُلْقُوا »{[35468]} ، و«ثُبُوراً » مفعول به{[35469]} ، فيقولون : واثبوراه{[35470]} ، ويجوز أن يكون مصدراً من معنى «دعوا »{[35471]} ، وقيل : منصوب بفعل من لفظه مقدر تقديره ثبرنا ثبوراً{[35472]} .
وقرأ معاذ بن جبل «مُقَرَّنُونَ » بالواو{[35473]} ، ووجهها{[35474]} أن تكون بدلاً من مفعول «أُلْقُوا »{[35475]} وقرأ عمرو{[35476]} بن محمد{[35477]} «ثَبُوراً » بفتح الثاء{[35478]} ، والمصادر التي على ( فعول ) بالفتح قليلة جداً{[35479]} ، وينبغي أن يضم هذا إليها ، وهي مذكورة في البقرة عند قوله { وَقُودُهَا الناس }{[35480]} [ البقرة : 24 ] .
قال ابن عباس : يُضَيق جهنم عليهم كما يضيق الزج{[35481]} على الرمح ، وهو منقول أيضاً عن ابن عمر{[35482]} . وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال : «إِنَّهُمْ يُسْتَكْرَهُونَ في النار كما يُسْتَكْرَه الوتد في الحائط »{[35483]} .
قال الكلبي : الأسفلون يرفعهم اللهب والأعلون يخفضهم{[35484]} الداخلون فيزدحمون في تلك الأبواب{[35485]} . قال الزمخشري : الكرب مع الضيق كما أن الفرج{[35486]} مع السعة ، ولذلك وصف الجنة بأن عرضها السموات والأرض{[35487]} .
وقوله : «مُقَرَّنِينَ » ( أي : مصفدين{[35488]} قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال{[35489]} . وقيل : مقرنين ){[35490]} مع الشياطين في السلاسل ، كل كافر مع شيطان ، فعندما يشاهدون{[35491]} هذا العذاب دعوا بالويل والثبور{[35492]} .
قال ابن عباس : يقولون : ويلاً{[35493]} . وقال الضحاك : هلاكاً{[35494]} . فيقولون : واثبوراه فهذا حينك وزمانك ، فيقال لهم : { لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً وَاحِداً وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.