ثم قال تعالى{[49563]} : { وإذا ألقوا منها مكانا{[49564]} ضيقا مقرنين }[ 13 ] ، أي : وإذا{[49565]} أُلقي هؤلاء المكذبون بالله من النار مكانا ضيقا ، قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال ، وقرنوا مع الشياطين . { دعوا هنالك ثبورا }[ 13 ] ، أي : هلاكا ، قاله الضحاك{[49566]} .
وقال ابن عباس{[49567]} : ثبورا : ويلا ، وأصل{[49568]} الثبور{[49569]} في اللغة : الانصراف عن الشيء ، يقال : ما تبرك عن هذا الأمر ؟ أي : ما صرفك عنه . والمثبور المصروف عن الخير .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال : والذي نفسي بيده إنهم ليستكرهون{[49570]} في النار{[49571]} كما يستكره الوتد في الحائط .
وقال بعضهم{[49572]} ، إنها لتضيق عليهم كما يضيق الرمح في الزج ، قاله ابن عمر وغيره .
وقيل{[49573]} الثبور هنا دعاء بالندم ، على انصرافهم عن طاعة الله في الدنيا ، كقول الرجل واندماه{[49574]} ، وكقوله ، واحسرتاه على ما / فرطت . وفي الحديث أن أنس بن مالك{[49575]} روى عن النبي صلى الله عليه وسلم{[49576]} قال{[49577]} : أول من{[49578]} يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على جنبه ويسحبها{[49579]} ، يقول ، واثبورا ، وتتبعه ذريته تقول ، واثبوراه ، فإذا وقفوا على النار دعوا بالثبور ، فتقول لهم الملائكة خزان جهنم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا . وفي هذا دليل على طول مُقامهم فيها ويأسهم{[49580]} من النجاة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.