فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَآ أُلۡقُواْ مِنۡهَا مَكَانٗا ضَيِّقٗا مُّقَرَّنِينَ دَعَوۡاْ هُنَالِكَ ثُبُورٗا} (13)

{ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا } أي طرحوا { مَكَانًا ضَيِّقًا } وصف المكان بالضيق للدلالة على زيادة الشدة ، وتناهي البلاد عليهم .

وعن يحيى بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما سئل عن هذه الآية قال : والذي نفسي بيده إنهم ليستكرهون في النار ، كما يستكره الوتد في الحائط ) وعن ابن عباس ( أنه يضيق عليهم كما يضيق الزج في الرمح ) .

{ مُقَرَّنِينَ } أي حال كونهم قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالجوامع مصفدين بالحديد . وقيل : مكتفين . وقيل قرنوا مع الشياطين ، أي قرن كل واحد منهم إلى شيطانه ، وقد تقدم الكلام على مثل هذا في سورة إبراهيم { دَعَوْا هُنَالِكَ } أي في ذلك المكان الضيق { ثُبُورًا } أي هلاكا ، كما قال الزجاج ، وقال ابن عباس : ثبورا ، أي ويلا . وقيل تبرنا ثبورا وقيل مفعول له ، والمعنى أنهم يتمنون هنالك الهلاك ، وينادونه لما حل بهم من البلاء ، ويقولون يا ثبوراه . أي إحضر ، فهذا أوانك ، لكنهم لا يهلكون .