فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَآ أُلۡقُواْ مِنۡهَا مَكَانٗا ضَيِّقٗا مُّقَرَّنِينَ دَعَوۡاْ هُنَالِكَ ثُبُورٗا} (13)

{ وَإَذَا أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيّقاً } وصف المكان بالضيق للدلالة على زيادة الشدّة ، وتناهي البلاء عليهم ، وانتصاب { مُقْرِنِينَ } على الحال : أي إذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً حال كونهم مقرّنين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالجوامع مصفدين بالحديد ، وقيل مكتفين ، وقيل قرنوا مع الشياطين : أي قرن كل واحد منهم إلى شيطانه ، وقد تقدّم الكلام على مثل هذا في سورة إبراهيم { دَعَوْاْ هُنَالِكَ } أي في ذلك المكان الضيق { ثُبُوراً } أي هلاكاً . قال الزجاج : وانتصابه على المصدرية أي ثبرنا ثبوراً ، وقيل منتصب على أنه مفعول له ، والمعنى : أنهم يتمنون هنالك الهلاك ، وينادونه لما حلّ بهم من البلاء ، فأجيب عليهم بقوله : { لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً واحدا } .

/خ16