الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَّهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (63)

{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أيّ مفاتيح خزائن السماوات والأرض ، واحدها مقلاد مثل مفتاح ومفاتيح ، ومقليد مثل منديل ومناديل وفيه لغة أُخرى أقاليد .

واحدها أقليد ، وقيل : هي فارسية معربة اكليل .

أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوري بقرائتي عليه حدثنا عبيد الله بن محمّد بن شنبه حدثنا أبو حامد أحمد بن جعفر المستملي حدثنا عمر بن أحمد بن شنبه حدثنا إسماعيل بن سعيد الخدري حدثنا أغلب بن تميم عن مخلد أبي الهذيل عن عبد الرحمن أخيه قال ابن عيينة : عن عبد الله بن عمر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير هذه الآية ( مقاليد السماوات والأرض ) .

فقال : " يا عثمان ما سألني عنها أحد قبلك ، تفسيرها : لا إله إلاّ الله والله اكبر وسبحان الله وبحمده واستغفر الله لا قوة إلاّ بالله ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، ياعثمان من قالها إذا أصبح أو أمسى عشر مرات أعطاه الله تعالى ست خصال : أما أولها : فيحرس من إبليس وجنده ، والثانية : يحضره إثنا عشر ملكاً ، والثالثة : يعطى قنطاران من الجنّة ، والرابعة : يرفع له درجة ، والخامسة : يزوجه الله تعالى زوجة من الحور العين ، والسادسة : يكون له من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل ، وله أيضاً من الأجر كمن حج أو اعتمر فقبلت حجته وعمرته ، فإن مات من ليلته مات شهيداً " .

أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن العدل بقرائتي عليه حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زكريا الجرجاني الفقيه حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الرازي حدثنا محمّد بن يزيد النوفلي حدثنا حماد بن محمّد المرزوي حدثنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي رضي الله عنه قال : سألت النبييّ صلى الله عليه وسلم عن تفسير المقاليد .

فقال : " يا عليّ سألت عظيماً ، المقاليد هو أن تقول عشراً إذا اصبحت وعشراً إذا أمسيت : لا إله إلاّ الله والله أكبر سبحان الله والحمد لله واستغفر الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، من قالها عشراً إذا أصبح وعشراً إذا امسى أعطاه الله تعالى خصالاً ستاً ؛ أولهن : يحرسه من إبليس وجنده فلا يكون لهم عليهم سلطان ، والثانية : يعطى قنطاراً في الجنّة أثقل في ميزانه من جبل أُحد ، والثالثة : يرفع الله له درجة لاينالها إلاّ الأبرار ، والرابعة : يزوجه الله من الحور العين ، والخامسة : يشهده إثنا عشر ألف ملك يكتبونها في رقّ منشور يشهدون له بها يوم القيامة ، والسادسة : كمن قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وكان كمن حج واعتمر فقبل الله حجة وعمرته ، وإن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشهداء ، فهذا تفسير المقاليد " .

{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }