جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

وقوله : { لَمْ يَلِدْ } يقول : ليس بفان ، لأنه لا شيء يلد إلا هو فان بائد { ولَمْ يُولَدْ } يقول : وليس بمحدث لم يكن فكان ؛ لأن كلّ مولود فإنما وُجد بعد أن لم يكن ، وحدث بعد أن كان غير موجود ، ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل ، ودائم لم يَبِد ، ولا يزول ولا يفنى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

وقوله تعالى : { لم يلد ولم يولد } رد على إشارة الكفار في النسب الذي سألوه ، وقال ابن عباس : تفكروا في كل شيء ، ولا تتفكروا في ذات الله تعالى .

قال القاضي أبو محمد : لأن الأفهام تقف دون ذلك حسيرة ، والمؤمنون يعرفون الله تعالى بواجب وجوده ، وافتقار كل شيء إليه ، واستغنائه عن كل شيء ، وينفي العقل عنه كل ما لا يليق به تبارك وتعالى ، وأن ليس كمثله شيء ، وكل ما ذكرته فهو في ضمن هذه السورة الوجيزة البليغة .