{ لم يلد ولم يولد } أي لم يصدر عنه ولد كما ولدت مريم . ولم يصدر هو عن شيء كما ولد عيسى وعزير ؛ لأنه لا يجانسه شيء ، ولا استحالة نسبة العدم إليه سابقا ولا حقا ، وقد دل على هذا قوله تعالى { أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } قال قتادة : إن مشركي العرب قالوا : الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، فأكذبهم الله فقال : { لم يلد ولم يولد } .
قال الرازي : قدم ذكر نفي الولد مع أن الوالد مقدم للاهتمام ؛ لأجل ما كان يقوله الكفار من المشركين : الملائكة بنات الله ، واليهود : عزير ابن الله ، والنصارى : المسيح ابن الله ، ولم يدع أحد أن له والدا ، فلهذا السبب بدأ بالأهم فقال :{ لم يلد } .
ثم أشار إلى الحجة فقال : { ولم يولد } ، كأنه قيل : الدليل على امتناع الولد اتفاقنا على أنه ما كان ولدا لغيره ، وإنما عبر سبحانه بما يفيد انتفاء كونه { لم يلد ولم يولد } في الماضي ، ولم يذكر ما يفيد انتفاء كونه كذلك في المستقبل ؛ لأنه ورد جوابا عن قولهم :( ولد الله ) ، كما حكى الله عنهم بقوله{ ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله } .
فلما كان المقصود من هذه الآية تكذيب قولهم- وهم إنما قالوا ذلك بلفظ يفيد المنفي فيما مضى- وردت الآية لدفع قولهم هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.