اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

من قوله تعالى : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } وهذا يشبه ما قالوه من تفسير الهلوع ، والأحسن في هذه الجملة أن تكون مستقلة بفائدة هذا الخبر ، ويجوز أن يكون «الصَّمدُ » صفة ، والخبر في الجملة بعده ، كذا قيل ، وهو ضعيف من حيث السِّياق ، فإن السياق يقتضي الاستقلال بأخبار عن كل جملة{[61109]} .

قال القرطبي{[61110]} : [ «لأنه ليس شيء إلا سيموت ]{[61111]} ، وليس شيء يموت إلا يورث » .

قيل : الصمد : الدائمُ الباقي الذي لم يزل ، ولا يزال .

وقال أبو هريرة : إنه المستغني عن كل أحد والمحتاج إليه كل أحد{[61112]} .

وقال السديُّ : إنه المقصود في الرغائب ، والمستعان به في المصائب{[61113]} .

[ وقال الحسن بن الفضل : إنه الذي يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد .

وقال مقاتل : إنه الكامل الذي لا عيب فيه ]{[61114]} .

قال القرطبيُّ{[61115]} : والصحيح من هذه الأقوال ما شهد له الاشتقاق وهو القول الأول ، ذكره الخطابي .

/خ3


[61109]:ينظر تفسير القرطبي (20/167).
[61110]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/168.
[61111]:في أ: كل شي يولد يموت.
[61112]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/372)، والقرطبي (20/167).
[61113]:ينظر المصدر السابق.
[61114]:سقط من : ب.
[61115]:الجامع لأحكام القرآن 20/168.