وقوله : { لم يلد ولم يولد } أي : لم يكن له ولد( {[78187]} ) ولا يكون ، ولم يكن هو من والد ولا يكون .
وقيل : معناه ليس بفان ، لأنه ليس شيء " يلد إلا وهو فان { ولم يولد } ليس بمحدث ، ولم يكن فكان ، لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن لكنه جل وعز قديم لا يبيد ولا يفنى ليس كمثله شيء .
وروى( {[78188]} ) سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : تفكروا في كل شيء ، ولا تفكروا في ذات الله ، فإن بين السماء السابعة [ إلى الكرسي ] ( {[78189]} ) سبعة آلاف( {[78190]} ) نور ، والله فوق ذلك( {[78191]} ) .
وروي أن المشركين سألوا رسول الله عن صفة( {[78192]} ) رب العزة ، فأنزل الله عليه هذه السورة جوابا لهم( {[78193]} ) .
وقيل : إن اليهود قالوا للنبي/ : هذا اله خلق الخلق ، فمن خلق الله جل ثناؤه ؟ فأنزلت( {[78194]} ) هذه السورة جوابا لهم( {[78195]} ) .
وقال عكرمة : إن المشركين قالوا : يا محمد( {[78196]} ) ، [ لأخبرنا عن ربك ]( {[78197]} ) ، [ صف ]( {[78198]} ) لنا ربك ما هو ؟ ومن أي شيء هو ؟ ومن أي شيء هو ؟ فأنزل الله جل ذكره { قل هو الله أحد }( {[78199]} ) إلى آخرها( {[78200]} ) .
وقال أبو العالية : [ قال قادة الأحزاب ]( {[78201]} ) للنبي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأتاه جبريل عليه السلام بهده السورة( {[78202]} ) .
[ وقال ] ( {[78203]} ) ابن عباس : دخلت اليهود على نبي الله( {[78204]} ) صلى الله عليه وسلم فقالت( {[78205]} ) : يا محمد ، لنا ربك [ وانسبه لنا ] ( {[78206]} ) ، فقد وصف نفسه في التوراة ونسبها . فارتعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه ، فقال : كيف تسألوني عن [ صفة ] ( {[78207]} ) ربي ونسبه ؟ ! ولو سألتموني أن أصف لكم الشمس لم أقدر على ذلك ، فهبط جبريل( {[78208]} ) عليه السلام فقال له : يا محمد ، قل لهم : { الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد }( {[78209]} ) { ولم يكن له كفؤا أحد } ، أي ليس بوالد ولا بمولود ، و{ ولم يكن له كفؤا أحدا } ، أي : لم يكن( له ) ( {[78210]} ) شبيه( {[78211]} ) من خلقه فيوصف به أو نسب إليه ، فهذه صفة( {[78212]} ) ربي ونسبه .
وروى محمد بن إسحاق عن محمد( {[78213]} ) [ عن ] ( {[78214]} ) سعيد أن رهطا من اليهود أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( {[78215]} ) فقالوا : يا محمد ، الله( {[78216]} ) خالق( {[78217]} ) الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى [ انتقع ] ( {[78218]} ) لونه غضبا لربه ، فجاءه جبريل عليه السلام فسكنه ، وقال : اخفض عليك جناحك –يا محمد- وجاءه من الله جواب( {[78219]} ) ما سألوه عنه ، قال : يقول الله –جل ثناؤه- { قل هو الله أحد } إلى آخرها ، فلما( {[78220]} ) تلا عليهم النبي –عليه السلام-( {[78221]} ) السورة . قالوا : صف لنا ربك ، كيف خلقه ؟ وكيف عضده ؟ وكيف [ ذراعه ] ( {[78222]} ) ؟ ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد( {[78223]} ) من غضبه الأول( {[78224]} ) ، فأتاه جبريل –عليه السلام- فقال له مثل مقالته الأولى ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه ، فقال( {[78225]} ) : { وما قدروا الله حق قدر } على قوله : { عما يشركون }( {[78226]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.