جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ خُذۡهَا وَلَا تَخَفۡۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلۡأُولَىٰ} (21)

وقوله : " قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ " يقول تعالى ذكره قال الله لموسى : خذ الحية ، والهاء والألف من ذكر الحية . وَلا تَخَفْ يقول : ولا تخف من هذه الحية سَنُعِيدُها سِيرَتها الأُولى ، يقول : فإنا سنعيدها لهيئتها الأولى التي كانت عليها قبل أن نصيّرها حية ، ونردّها عصا كما كانت . يقال لكل من كان على أمر فتركه ، وتحوّل عنه ثم راجعه : عاد فلان سيرته الأولى ، وعاد لسيرته الأولى ، وعاد إلى سيرته الأولى . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله " سِيرَتها الأُولى " يقول : حالتها الأولى .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " سِيرَتها الأُولى " قال : هيئتها .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن وهب بن منبه " سَنُعِيدُها سِيرَتها الأُولى " أي سنردّها عصا كما كانت .

حدثنا بِشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة " سَنُعِيدُها سِيرَتها الأُولى " قال : إلى هيئتها الأولى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ خُذۡهَا وَلَا تَخَفۡۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلۡأُولَىٰ} (21)

فقال الله تعالى له : { خذها ولا تخف } وذلك أنه أوجس في نفسه خفية أي لحقه ما يلحق بالبشر ، وروي أن موسى تناولها بكمي جبته فنهي عن ذلك ، فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة وهي { سيرتها الأولى } .