الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ خُذۡهَا وَلَا تَخَفۡۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلۡأُولَىٰ} (21)

نودي ثالثة { خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى } . أي : هيئتها الأولى ، عصا{[44975]} كما كانت ، فأخذها{[44976]} .

وقال السدي : ألقاها فإذا هي حية تسعى ، فلما رآها تهتز كأنها جان ، ولى مدبرا ولم يعقب ، فنودي يا موسى ، لا تخف إني لا يخاف لدى المرسلون{[44977]} .

وقيل{[44978]} : إنما أراد الله جر ذكره أن يريه الآية الكبرى من العصا لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون ولا يولي مدبرا منها كما فعل عند الشجرة .

وقيل{[44979]} : إنها عصا آدم ، نزل بها من الجنة ، طولها اثنى عشر ذراعا بذراع موسى .

ويروى{[44980]} أن العصا كانت من ورقة آس الجنة ، وهي من وسط الورقة الخط الثاني في وسط ورقة الآس{[44981]} و( الآس ) الريحان وكانت من ريحان الجنة من الخط الثاني في وسط الورقة المستطيل/ ، فما ظنك بحسن ريحان يكون الخط الثاني في وسط ورقة{[44982]} [ منها ]{[44983]} عصا في طولها اثنى عشر ذراعا .

ويروى أن موسى صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يدخل يده في{[44984]} فيها فيقبض عليها ، فأدخل يده في فيها وقبض عليها ، فصارت يده بين الشعبتين اللتين كانتا في العصا ، وصارت الحية في يده عصا على ما كانت عليه قبل ذلك ؟ . وكان للعصا شعبتان في رأسها ، فصارت الشعبتان فم الحية ، ثم عادت إلى حالتها .


[44975]:في ع عصاة، والتصحيح من ز. ولم يقف على استعماله بالهاء.
[44976]:انظر: جامع البيان 16/156 والدر المنثور 4/295.
[44977]:انظر: جامع البيان 16/156.
[44978]:انظر: تفسير القرطبي 11/190.
[44979]:وهذه من الإسرائيليات التي أوردها مكي في تفسيره. انظر: تفسير ابن كثير 3/145.
[44980]:انظر: تفسير القرطبي 11/190.
[44981]:(الاس) سقطت من ز.
[44982]:ز: ورقها.
[44983]:زيادة من ز.
[44984]:في سقطت من ز.