ثم أمره تعالى بالإقدام على أخذها ونهاه عن أن يخاف منها وذلك حين ولى مدبراً ولم يعقب .
وقيل : إنما خافها لأنه عرف ما لقي آدم منها .
وقيل : لما قال له الله { لا تخف } بلغ من ذهاب خوفه وطمأنينة نفسه أن أدخل يده في فمها وأخذ بلحيتها ويبعد ما ذكره مكي في تفسيره أنه قيل له خذ مرة وثانية حتى قيل له { خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى } فأخذها في الثالثة لأن منصب النبوة لا يليق أن يأمره ربه مرة وثانية فلا يمتثل ما أمر به ، وحين أخذها بيده صارت عصا والسيرة من السير كالركبة والجلسة ، يقال : سار فلان سيرة حسنة ثم اتسع فيها فنقلت إلى معنى المذهب والطريقة .
فلا تغضبن من سيرة أنت سرتها *** فأول راض سيرة من يسيرها
واختلفوا في إعراب { سيرتها } فقال الحوفي مفعول ثان لسنعيدها على حذف الجار مثل { واختار موسى قومه } يعني إلى { سيرتها } قال : ويجوز أن يكون بدلاً من مفعول { سنعيدها } .
وقال هذا الثاني أبو البقاء قال : بدل اشتمال أي صفتها وطريقتها .
وقال الزمخشري : يجوز أن ينتصب على الظرف أي { سنعيدها } في طريقتها الأولى أي في حال ما كانت عصا انتهى .
و { سيرتها } وطريقتها ظرف مختص فلا يتعدى إليه الفعل على طريقة الظرفية إلاّ بواسطة ، في ولا يجوز الحذف إلاّ في ضرورة أو فيما شذت فيه العرب .
قال الزمخشري : ويجوز أن يكون مفعولاً من عاده بمعنى عاد إليه .
وهذا هو الوجه الأول الذي ذكره الحوفي .
قال : ووجه ثالث حسن وهو أن يكون { سنعيدها } مستقلاً بنفسه غير متعلق بسيرتها ، بمعنى أنها أنشئت أول ما أنشئت عصا ثم ذهبت وبطلت بالقلب حية ، فسنعيدها بعد الذهاب كما أنشأناها أولاً ونصب { سيرتها } بفعل مضمر أي تسير { سيرتها الأولى } يعني { سنعيدها } سائرة { سيرتها الأولى } حيث كنت تتوكأ عليها ، ولك فيها المآرب التي عرفتها انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.