جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ} (9)

وقوله : فَذَكّرْ إنْ نَفَعَتِ الذّكْرَى يقول تعالى ذكره : فذكّر عباد الله يا محمد عظمته ، وعظْهم ، وحذّرهم عقوبته إنْ نَفَعَتِ الذّكْرَى يقول : إن نفعت الذكرى الذين قد آيستُك من إيمانهم ، فلا تنفعهم الذكرى . وقوله فَذَكّرْ أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتذكير جميع الناس ، ثم قال : إن نفعت الذكرى هؤلاء الذين قد آيستك من إيمانهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ} (9)

ثم أمره تعالى بالتذكير ، واختلف الناس في معنى قوله تعالى { إن نفعت الذكرى } فقال الفراء والزهراوي معناه : وإن لم تنفع ، فاقتصر على القسم الواحد لدلالته على الثاني ، وقال بعض الحذاق : إنما قوله { إن نفعت الذكرى } ، اعتراض بين الكلامين على جهة التوبيخ لقريش ، أي { إن نفعت الذكرى } في هؤلاء الطغاء العتاة ، وهذا نحو قول الشاعر : [ الوافر ]

لقد أسمعت – لو ناديت حيا- *** ولكن لا حياة لمن تنادي{[11753]}

وهذا كله كما تقول لرجل : قل لفلان وأعد له إن سمعك ، إنما هو توبيخ للمشار إليه .


[11753]:فالجملة الاعتراضية في البيت تفيد معنى التوبيخ، وتفيد أن الإرشاد والنصح ينفعان من يستحق أن يوصف بالحياة، أما من لا يستفيد من النصيحة فكأنه ميت وإن كان في صورة الأحياء.