نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ} (9)

ولما كمله صلى الله عليه وسلم وهيأه سبحانه وتعالى للأيسر ويسره غاية التيسير ، سبب عنه وجوب التذكير لكل أحد في كل حالة تكميلاً لغيره شفقة على خلق الله بعد{[72882]} لما له في نفسه فإن لله ساعات له-{[72883]} فيها نفحات تقضى فيها الحاجات ، وذلك لأنه قد{[72884]} صار كالطبيب الحاذق في علاج المرضى فيقوم بنفع عباده لشكره بعد-{[72885]} ذكره بإذن منه إشارة إلى أن-{[72886]} التلميذ يحتاج إلى إذن المشايخ وتزكيتهم ، وإلى-{[72887]} أن أعظم الأدواء أن يقتصر الإنسان على ما عنده ولا يطلب الازدياد مما ليس عنده من خير الزاد فقال تعالى : { فذكر } أي بهذا الذكر الحكيم ، وعبر بأداة الشك إفهاماً للإطلاق الكليّ فقال : { إن نفعت الذكرى * } أي إن جوزت نفعها وترجيته ولو كان-{[72888]} على وجه ضعيف - بما أشار إليه تأنيث الفعل بعد ما أفادته أداة الشك ، ولا شك أن الإنسان لعدم علمه{[72889]} الغيب لا يقطع بعدم نفع أحد بل لا يزال على رجاء منه وإن استبعده ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال يدعو إلى الله تعالى وإن اشتد الأمر ، ولا يحقر أحداً أن يدعوه ولا ييأس من أحد وإن اشتد عليه ، و{[72890]}الأمر بالإعراض عمن تولى ونحو ذلك إنما هو بالإعراض عن الحزن عليه ومن تقطيع النفس لأجله حسرات ونحو ذلك-{[72891]} .


[72882]:زيد من ظ و م.
[72883]:زيد من ظ و م.
[72884]:سقط من ظ و م.
[72885]:زيد من ظ و م.
[72886]:زيد من ظ و م.
[72887]:زيد من ظ و م.
[72888]:زيد من م.
[72889]:من ظ و م، وفي الأصل: لعلمه.
[72890]:سقط من ظ و م.
[72891]:زيد من م.