{ فذكر إن نفعت الذكرى } وإن لم تنفع فحذفت إحدى القرينتين للعلم بها كقوله { سرابيل تقيكم الحر }
[ النحل :81 ] وهو بناء على الأغلب فإن التذكير إنما يكون غالباً إذا كان رجاء التذكر حاصلاً كقوله
{ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً } [ النور :33 ] وفيه حث على الانتفاع بالذكرى كما يقول المرء لغيره إذا بين له الحق : قد أوضحت لك إن كنت تسمع وتقبل ، ويكون مراده البعث على السماع والقبول . أو تنبيه للنبي صلى الله عليه وسلم على أن الذكرى لا تنفعهم كما يقال للرجل : أدع فلاناً إن أجابك . والمعنى ما أراه يجيبك . ووجه آخر وهو أن تذكير العالم واجب في أوّل الأمر . وأما التكرير فالضابط فيه هو العرف فلعله إنما يجب عند رجاء حصول المقصود فلهذا أردفه بالشرط . قيل : التعليق بالشرط إنما يحسن في حق من يكون جاهلاً بعواقب الأمور . والجواب أن أمر الدعوة والبعثة مبنيّ على الظواهر لا على الخفيات . وروي في الكتب أنه تعالى كان يقول لموسى { فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } [ طه :44 ] وأنا أشهد أنه لا يتذكر أو يخشى . وإنما سمى الوعظ بالتذكير لأن حسن هذا الدين مركوز في العقول { فطرة الله التي فطر الناس عليها } [ الروم :30 ] فكأن هذا العلم كان حاصلاً في نفسه بالقوّة ثم زال عنها بالعوائق والغواشي ، وعند بعض العقلاء أن النفوس قبل تعلقها بالأبدان عالمة بما لها أن تعلم إلا أنها نسيتها لاشتغالها بتدبير البدن ، ومن هنا قال أفلاطون : لست أعلمكم ما كنتم تجهلون ولكن أذكركم ما كنتم تعلمون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.