التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك ما يدل على كمال قدرته ، وسعة عطائه فقال : { كُلاًّ نُّمِدُّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً } ولفظ " كلا " هنا مفعول به للفعل نمد ؛ والتنوين عوض عن المضاف إليه . أى : نمد كل واحد من الفريقين .

وقوله { نمد } من الإِمداد بمعنى الزيادة . يقال : أمد القائد الجيش بالجند ، إذا زاده وقواه .

والمراد باسم الإِشارة الأول { هؤلاء } : المؤثرون للعاجلة ، والمراد بالثانى الراغبون فى ثواب الآخرة .

والمعنى : كلا من الفريقين نمده من فضلنا وإحساننا فنعطى ما نريد إعطاءه لمن يريد العاجلة ولمن يريد الآجلة دون أن ينقص مما عندنا شئ ، ودون أن يخرج عن مشيئتنا شئ .

{ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ } أيها الرسول الكريم { محظورا } أى : ممنوعا لا عن المؤمن ولا عن الكافر ، ولا فى الدنيا ولا فى الآخرة .

من الحظر بمعنى المنع يقال : حظره يحظره - من باب قتل - فهو محظور ، أى : ممنوع .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

{ كلاًّ } كل واحد من الفريقين ، والتنوين بدل من المضاف إليه . { نُمدّ } بالعطاء مرة بعد أخرى ونجعل آنفه مدادا لسالفه . { هؤلاء وهؤلاء } بدل من { كلا } . { من عطاء ربك } من معطاه متعلق ب { نمد } . { وما كان عطاء ربك محظورا } ممنوعا لا يمنعه في الدنيا من مؤمن ولا كافر تفضلا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

وقوله { كلاًّ نمد } الآية نصب { كلاًّ } ب { نمد } ، وأمددت الشيء إذا زدت فيه من غيره نوعه ، ومددته إذا زدت فيه من نوعه ، وقيل هما بمعنى واحد ، يقال مد وأمد . و { هؤلاء } بدل من قوله { كلاًّ } فهو في موضع نصب ، وقوله { من عطاء ربك } يحتمل أن يريد من الطاعات لمريدي الآخرة والمعاصي لمريدي العاجلة ، وروي هذا التأويل عن ابن عباس ، ويحتمل أن يريد ب «العطاء » رزق الدنيا ، وهذا تأويل الحسن بن أبي الحسن وقتادة ، أي إن الله تعالى يرزق في الدنيا مريدي الآخرة المؤمنين ومريدي العاجلة من الكافرين ويمدهم بعطائه منها وإنما يقع التفاضل والتباين في الآخرة ، ويتناسب هذا المعنى مع قوله { وما كان عطاء ربك محظوراً } ، أي إن رزقه في الدنيا لا يضيق عن مؤمن ولا كافر ، وقلما تصلح هذه العبارة لمن يمد بالمعاصي التي توبقه ، و «المحظور » الممنوع .