محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

وقوله تعالى :

/ [ 20 ] { كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا 20 } .

{ كلا نمد } أي كل واحد من الفريقين . وقوله : { هؤلاء وهؤلاء } بدل من { كلا } { من عطاء ربك } أي فضله . فيرزقهما جميعا من رزقه إلى بلوغهما الأمد واستيفائهما الأجل ، ما كتب لهما . ثم تختلف بهما الأحوال بعد الممات ، وتفترق بهما بعد الورود المصادر . ففريق مريدي العاجلة ، إلى جهنم مصدرهم . وفريق مريدي الآخرة ، إلى الجنة مآبهم : { وما كان عطاء ربك محظورا } أي ممنوعا لا يمنعه من عاص لعصيانه . والجملة كالتعليل لشمول الإمداد للفريقين .