{ كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا ( 20 ) }
ثم بين سبحانه كمال رأفته وشمول رحمته فقال : { كُلاًّ } أي كل واحد من الفريقين ، من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة { نُّمِدُّ } أي نزيده من عطائنا على تلاحق من غير انقطاع { هَؤُلاء وَهَؤُلاء } بدل من المفعول وهو { كلا } فكأنه قيل نمد هؤلاء وهؤلاء الأول للأول والثاني للثاني فهو لف ونشر مرتب ، أي نرزق الكفار والمؤمنين وأهل المعصية وأهل الطاعة ، لا نؤثر معصية العاصي في قطع رزقه ، وما به الإمداد هو ما عجله لمن يريد الدنيا وما أنعم به في الأولى والأخرى على من يريد الآخرة .
وفي قوله : { مِنْ عَطَاء رَبِّكَ } إشارة إلى أن ذلك بمحض التفضل ، وهو متعلق بنمد { وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا } أي ممنوعا عن أحد ، قاله الضحاك .
يقال حظره يحظره منعه ، وكل ما حال بينك وبين شيء فقد حظره عليك ، والمراد بالعطاء العطاء في الدنيا كالرزق والجاه إذ لا حظ للكافي في الآخرة .
قال الزجاج : علم الله سبحانه أنه يعطي المسلم والكافر وأنه يرزقهم جميعا . وقال الحسن : كل يرزقه الله في الدنيا البر والفاجر وقال ابن عباس : يرزق الله من أراد الدنيا ويرزق من أراد الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.