الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

أخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { من كان يريد العاجلة } قال : من كان يريد بعمله الدنيا ، { عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } ذاك به .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { من كان يريد العاجلة } قال : من كانت همه ورغبته وطلبته ونيته عجل الله له فيها ما يشاء ، ثم اضطره إلى جهنم { يصلاها مذموماً } في نقمة الله { مدحوراً } في عذاب الله . وفي قوله : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً } قال : شكر الله له اليسير ، وتجاوز عنه الكثير . وفي قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك } أي : أن الله قسم الدنيا بين البر والفاجر ، والآخرة : خصوصاً عند ربك للمتقين .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد } الآية . قال : كلاً نرزق في الدنيا البر والفاجر .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } يقول : نمد الكفار والمؤمنين { من عطاء ربك } يقول : من الرزق .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { كلاً نمد } الآية قال : نرزق من أراد الدنيا ، ونرزق من أراد الآخرة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } قال : هؤلاء أصحاب الدنيا ، وهؤلاء أصحاب الآخرة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } هؤلاء أهل الدنيا ، وهؤلاء أهل الآخرة { وما كان عطاء ربك محظوراً } قال ممنوعاً .

واخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { محظوراً } قال ممنوعاً .