الآية20 : وقوله تعالى : { كلا نمد هؤلاء وهؤلاء } أي( المؤمنين والكافرين ، نعطي هؤلاء وهؤلاء ){[10748]} أي لا نحرم من العاجلة من أراد الآخرة . يخبر أولئك الكفرة بكفرهم بالآخرة أنه ليس يعطي الدنيا وسعتها لمن يكفر بالآخرة ، ولكن يعطي من كفر بها ، ومن آمن بها لئلا يحملهم ذلك على حبهم الدنيا وطلب العز والشرف فيها على كفرهم بالآخرة حين{[10749]} قال : { كلا نمد هؤلاء وهؤلاء } أي يعطي المؤمن والكافر والبر والفاجر .
وقوله تعالى : { وما كان عطاء ربك محظورا } أي رزقك ربك وفضله محظورا . قال بعضهم : محبوسا وممنوعا .
وقال بعضهم : محظورا أي منقوصا ، فهو في الآخرة ، أي لا ينقصون في الآخرة من جزائهم .
وروي في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه{[10750]} قال : ( إن الله يعطي الدنيا على نية الآخرة ، ولا يعطي الآخرة على نية الدنيا )( كنز العمال 6056 )
وعن الحسن ( أنه ){[10751]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان العبد همه الآخرة ، كفى الله له في صنعته وجعل غناه في قلبه . وإن كان همه الدنيا أفشى الله عليه صنعته ، وجعل فقره بين عينيه ، فلا يمسي إلا فقيرا ، ولا يصبح إلا فقيرا ) ( بنحوه الترمذي2465 ) .
وقوله تعالى : { من كان يريد العجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } وأما من كان يريد العاجلة للآخرة فهو ليس بمذموم ، فهو ما ذكر في قوله : { فأولئك كان سعيهم مشكورا } وهو ما قال : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم } الآية( هود : 15 ) وقوله : { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو }( الحديد : 20 )( الحياة الدنيا لعب ولهو ){[10752]} . وأما من أرد الحياة الدنيا للآخرة ، فهو ليس بلعب ولهو ، لأن الدنيا لم تنشأ لنفسها وإنما أنشئت للآخرة . فمن رآها لها ، وأرادها لنفسها ، فهو لعب ولهو ، ومن رآها للآخرة ، فهو ليس بلعب ولا لهو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.