الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

قوله تعالى : { كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاءِ } : " كُلاًّ " منصوب ب " نُمِدُّ " و " هؤلاء " بدلٌ ، " وهؤلاء " عطفٌ عليه ، أي : كلَّ فريق نُمِدُّ هؤلاء الساعين بالعاجلة ، وهؤلاء الساعين للآخرة ، وهذا تقديرٌ جيد . وقال الزمخشري في تقديرِه : " كلَّ واحد من الفريقين نُمِدُّ " . قال الشيخ : " كذا قَدَّره الزمخشريُّ ، وأعربوا " هؤلاء " بدلاً مِنْ " كُلاًّ " ولا يَصِحُّ أن يكونَ بدلاً مِنْ " كل " على تقدير : كلَّ واحد ، لأنه إذ ذاك بدلُ من بعض ، فينبغي أن يكونَ التقدير : كلَّ الفريقين .

و { مِنْ عَطَآءِ } متعلقٌ ب " نُمِدُّ " . والعطاءُ اسمُ مصدرٍ واقعٌ موقعَ اسم المفعول .

والمَحْظور : الممنوعُ ، وأصله مِن الحَظْر وهو : جَمْعُ الشيءِ في حَظيرة ، والحَظيرة : ما يُعْمل مِنْ شجرٍ ونحوِه لتَأْوِي الغنم ، والمُحْتَظِر : مَنْ يعمل الحظيرة .