السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كُلّٗا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} (20)

ثم إنه تعالى قال : { كلاًّ } أي : من الفريقين مريد الدنيا ومريد الآخرة { نمدّ } أي : بالعطاء ثم أبدل من كلاً قوله تعالى { هؤلاء } أي : الذين طلبوا الدنيا نمدّ { وهؤلاء } أي : الذين طلبوا الآخرة نمدّ { من عطاء ربك } أي : المحسن إليك إن ضيق على مؤمن فبالحماية من الدنيا الفانية التي إنما هي لعب ولهو وإن وسع فبالاستعمال فيها على حسب ما يرضيه { وما كان عطاء ربك } أي : الموجد لك المدبر لأمرك { محظوراً } أي : ممنوعاً في الدنيا عن مؤمن ولا كافر بل هو ملء السهل والجبل من الذهب والفضة والحديد والنحاس والجواهر والثمار وأقوات الناس والبهائم وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى حتى لو اجتمع كل الناس على جمعه ليلاً ونهاراً ولم يكن لهم شغل سوى ذلك لأعياهم ولم يقدروا عليه فسبحان الجواد المعطي المانع .