التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

ثم ساق - سبحانه - ما يشهد بشمول علمه وقدرته فقال : { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي الليل والنهار وَهُوَ السميع العليم } .

قال القرطبى : ( سكن معناه هدأ واستقر ، والمراد ما سكن وما تحرك ، فحذف لعلم السامع ، وقيل : خص الساكن بالذكر لأن ما يعمه السكون أكثر مما تعمه الحركة ، وقيل : المعنى ، ما خلق ، فهو عام فى جميع المخلوقات متحركها وساكنها ، فإنه يجرى عليه الليل والنهار ، وعلى هذا فليس المراد بالسكون ضد الحركة بل المراد الخلق وهذا أحسن ما قيل لأنه يجمع شتات الأقوال ) .

والمعنى : ولله - سبحانه - جميع ما استقر وتحرك ووجد فى كل زمان ومكان من إنسان وحيوان ونبات وغير ذلك من المخلوقات ، وهو - سبحانه - السميع لكل دقيق وجليل ، العليم بكل الظواهر والبواطن ، والتعبير بما فى قوله : { وَلَهُ مَا سَكَنَ } للدلالة على العموم والشمول .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

ثم قال تعالى { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } أي : كل دابة في السموات والأرض ، الجميع عباده وخلقه ، وتحت قهره وتصرفه وتدبيره ، ولا{[10591]} إله إلا هو ، { وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } أي : السميع لأقوال عباده ، العليم بحركاتهم وضمائرهم وسرائرهم .


[10591]:في أ: "لا".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي الْلّيْلِ وَالنّهَارِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ } . .

يقول تعالى ذكره : لا يؤمن هؤلاء العادلون بالله الأوثان ، فيخلصوا له التوحيد ويفردوا له الطاعة ويقرّوا بالألوهية جهلاً . وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللّيْلِ والنّهارِ يقول : وله ملك كل شيء ، لأنه لا شيء من خلق الله إلا وهو ساكن الليل والنهار ، فمعلوم بذلك أن معناه ما وصفنا . وَهُوَ السّمِيعُ ما يقول هؤلاء المشركون فيه من ادّعائهم له شريكا ، و ما يقول غيرهم من خلاف ذلك . العَلِيمُ بما يضمرونه في أنفسهم وما يظهرونه بجوارحهم ، لا يخفى عليه شيء من ذلك ، فهو يحصيه عليهم ، ليوفي كلّ إنسان ثواب ما اكتسب وجزاء ما عمل .

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : سَكَنَ قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللّيْلِ والنّهارِ يقول : ما استقرّ في الليل والنهار .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

{ وله } عطف على الله . { ما سكن في الليل والنهار } من السكنى وتعديته بفي كما في قوله تعالى : { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } والمعنى ما اشتملا عليه ، أو من السكون أي ما سكن فيهما وتحرك فاكتفى بأحد الضدين عن الآخر . { وهو السميع } لكل مسموع . { العليم } بكل معلوم فلا يخفى عليه شيء ، ويجوز أن يكون وعيدا للمشركين على أقوالهم وأفعالهم .