الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

قال الكلبي : إن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد إنا قد علمنا أنه ما يحملك على ما تدعونا إليه إلاّ الحاجة ، فنحن نجمع ذلك من أموالنا ما نغنيك حتى تكون من أغنانا فأنزل اللّه تعالى قوله { وَلَهُ مَا سَكَنَ } أي استقر { فِي الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ } من خلق .

قال أبو روحى : إن من الخلق ما يستقر نهاراً وينتشر ليلاً ومنها ما يستقر ليلاً وينتشر نهاراً . وقال عبد العزيز بن يحيى ومحمد بن جرير : كلّ ما طلعت عليه الشمس وغيبت فهو من ساكن الليل والنهار والمراد جميع ما في الأرض لأنه لا شيء من خلق اللّه عز وجل إلاّ هو ساكن في الليل والنهار ، وقيل : معناه وله ما يمر عليه الليل والنهار .

وقال أهل المعاني : في الآية لغتان واختصار مجازها : وله ما سكن وشرك في الليل والنهار كقوله

{ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ } [ النحل : 81 ] والبرد وأراد في كل شيء { وَهُوَ السَّمِيعُ } لأصواتهم { الْعَلِيمُ } بأسرارهم .

وقال الكلبي : يعني هو السميع لمقالة قريش العليم بمن يكسب رزقهم