النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

قوله تعالى : { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي الَّليْلِ وَالنَّهَارِ } من أجسام الحيوان ، لأن من الحيوان ما يسكن ليلاً ، ومنه ما يسكن نهاراً .

فإن قيل : فلم قال { مَا سَكَنَ } ولم يقل ما تحرك ؟ قيل لأمرين :

أحدهما : أن ما يَعُمُّه السكون أكثر مما يَعُمُّه الحركة .

والثاني : لأن كل متحرك لا بد أن تنحل حركته سكوناً ، فصار كل متحرك ساكناً ، وقد قال الكلبي : معناه وله ما استقر في الليل والنهار ، وهما الزمان كله ، لأنه لا زمان إلا ليل أو نهار ، ولا فصل بينهما يخرج عن واحد منهما .