إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

{ وَلَهُ } أي لله عز وجل خاصةً { مَا سَكَنَ في اليل والنهار } نُزِّلَ الملوان{[203]} منزلةَ المكان فعبّر عن نسبة الأشياء الزمانية إليهما بالسُكنى فيهما ، وتعديتُه بكلمة ( في ) كما في قوله تعالى : { وَسَكَنتُمْ في مساكن الذين ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ } [ إبراهيم ، الآية 45 ] أو السكونِ مقابلَ الحركة ، والمرادُ ما سكن فيهما أو تحرّك فاكتفي بأحد الضدَّيْن عن الآخر { وَهُوَ السميع } المبالغُ في سماع كلِّ مسموع { العليم } المبالغ في العلم بكلّ معلوم ، فلا يخفى عليه شيءٌ من الأقوال والأفعال .


[203]:الملوان: هما الليل والنهار.