فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَلَهُۥ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (13)

{ وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم 13 قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين 14 قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 15 من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين 16 } .

{ وله } أي لله { ما سكن في الليل والنهار } خص الساكن بالذكر لأن ما يتصف بالسكون أكثر مما يتصف بالحركة وقيل المعنى ما سكن فيهما أو تحرك فاكتفي بأحد الضدين عن الآخر ، وهذا من جملة الاحتجاج على الكفرة قال السدي : ما سكن أي استقر وثبت ، ولم يذكر الزمخشري غيره وقال تعديته بفي كما في قوله وسكنتم في مساكن الذين ظلموا ورجح هذا التفسير ابن عطية .

وقال ابن جرير : كل ما طلعت عليه الشمس وغربت فهو من ساكن الليل والنهار ، فيكون المراد منه جميع ما حصل في الأرض من الدواب والحيوانات والطير وغير ذلك مما في البر والبحر ، وهذا يفيد الحصر والمعنى أن جميع الموجودات ملك لله تعالى لا لغيره { وهو السميع } لأقوالهم وأصواتهم { العليم } بسرائرهم وأحوالهم .