التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ} (175)

ثم بين - سبحانه - ما هم عليه من جهل وغباء وسوء عاقبة فقال : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة } .

الاشتراء : استبدال السلعة بالثمن . والمعنى : أولئك الذين تقدم الحديث عنهم وهم الكاتمون لما أنزل الله قد بلغ بهم الغباء وانطماس البصيرة أنهم باعوا الهدى والإِيمان ليأخذوا في مقابلهما الكفر والضلال ، وباعوا ما يوصلهم إلى مغفرة الله ورحمته ليأخذوا في مقابل ذلك عذابه ونقمته ، فما أخسرها من صفقة ، وما أغبى هؤلاء الكاتمين الذين فعلوا ذلك نظير عرض من أعراض الدنيا الفانية ، فخسروا بما فعلوه دنياهم وآخرتهم .

وقوله - تعالى - : { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النار } معناه : فما أدومهم على عمل المعاصي التي تؤدي بهم إلى النار حتى لكأنهم بإصرارم على عملهم يجلبون النار إليهم جلباً . ويقصدون إليها قصداص بدون مبالاة أو تفكر .

والمراد من التعجب في هذه الآية وأشباهها ، الإِعلام بحالهم وأنهن ينبغي أن يتعجب منها كل أحد ، وذلك لأن المعنى الظاهر من الجملةالتعجب من صبر أولئك الكفارعلى النار ، والتعجب انفعال - يحدث في النفس عند الشعور بأمر يجهل سببه وهو غير جائز في حقه - تعالى - لأنه لا يخفى عليه شيء ، ومن هنا قال العلماء : إن فعل التعجب في كلام الله المراد منه التعجب ، أي : جعل الغير يتعجب من ذلك الفعل ، وهو هنا صبرهم على النار ، فيكون المقصود تعجيب المؤمنين من جراءة أولئك الكاتمين لما أنزل الله على اقترافهم ما يلقى بهم في النار ، شأن الواثق من صبره على عذابها المقيم .

وشبيه بهذا الأسلوب في التعجب - كما أشار صاحب الكشاف - أن تقول لمن يتعرض لما يوجب غضب السلطان : ما أصبرك على القيد والسجن فأنت لا تريد التعجب من صبره ، وإنما تريد إفهامه أن التعرض لما يغضبه لا يقع إلا ممن شأنه الصبر على القيد والسجن ، والمقصود بذلك تحذيره من التمادي فيما يوجب غضب ذلك السلطان .

قال الجمل ما ملخصه وما في قوله { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ } - وفي مثل هذا التركيب - فيها أوجه : .

أحدها : وهو قول سيبويه والجمهور أنها نكرة تامة غير موصولة ولا موصوفة وأن معناها التعجب فإذا قلت . ما أحسن زيداً ، فمعناه : شيء صير زيداً حسنا .

والثاني : وإليه ذهب الفراء : أنها استفهامية صحبها معنى التعجب ، نحو : " كيف تكفرون بالله " .

والثالث : ويعزي للأخفش : أنها موصولة .

والرابع ويعزى له أيضاً : أنها نكرة موصوفة وهي على هذه الأقوال الأربعة في محل رفع بالابتداء وخبرها على القولين الأولين الجملة الفعلية بعدها ، وعلى قولى الأخفش يكون الخبر محذوفاً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ} (175)

158

وتعبير آخر مصور موح :

( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة ) . .

فكأنما هي صفقة يدفعون فيها الهدى ويقبضون الضلالة ! ويؤدون المغفرة ويأخذون فيها العذاب . . فما أخسرها من صفقة وأغباها ! ويا لسوء ما ابتاعوا وما اختاروا ! وإنها لحقيقة . فقد كان الهدى مبذولا لهم فتركوه وأخذوا الضلالة . وكانت المغفرة متاحة لهم فتركوها واختاروا العذاب . .

( فما أصبرهم على النار ! ) . .

فيا لطول صبرهم على النار ، التي اختاروها اختيارا ، وقصدوا إليها قصدا .

فيا للتهكم الساخر من طول صبرهم على النار !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ} (175)

القول في تأويل قوله تعالى : { أُولََئِكَ الّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضّلاَلَةَ بِالْهُدَىَ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّارِ }

يعني تعالى ذكره بقوله : أُولَئِكَ الّذِينَ اشْتَرَوُا الضّلالَةَ بالهُدَى أولئك الذين أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ، وأخذوا ما يوجب لهم عذاب الله يوم القيامة وتركوا ما يوجب لهم غفرانه ورضوانه . فاستغنى بذكر العذاب والمغفرة من ذكر السبب الذي يوجبهما ، لفهم سامعي ذلك لمعناه والمراد منه . وقد بينا نظائر ذلك فيما مضى ، وكذلك بينا وجه : اشْتَرَوُا الضّلالَةَ بالهُدَى باختلاف المختلفين والدلالة الشاهدة بما اخترنا من القول فيما مضى قبل فكرهنا إعادته .

القول في تأويل قوله تعالى : فَمَا أصْبَرَهُمْ على الّنار .

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : فما أجرأهم على العمل الذي يقرّبهم إلى النار . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّار يقول : فما أجرأهم على العمل الذي يقرّبهم إلى النار .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّار يقول : فما أجرأهم عليها .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا هشيم ، عن بشر ، عن الحسن في قوله : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ قال : والله ما لهم عليها من صبر ، ولكن ما أجرأهم على النار .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا مسعر . وحدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو بكير ، قال : حدثنا مسعر ، عن حماد ، عن مجاهد أو سعيد بن جبير أو بعض أصحابه : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ ما أجرأهم .

حدثت عن عمار بن الحسن ، قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قوله : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ يقول : ما أجرأهم وأصبرهم على النار .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : فما أعملهم بأعمال أهل النار . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ قال : ما أعملهم بالباطل .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .

واختلفوا في تأويل ( ما ) التي في قوله : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ فقال بعضهم : هي بمعنى الاستفهام ، وكأنه قال : فما الذي صبرهم ، أيّ شيء صبرهم ؟ ذكر من قال ذلك :

حدثني موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّار هذا على وجه الاستفهام ، يقول : ما الذي أصبرهم على النار .

حدثني عباس بن محمد ، قال : حدثنا حجاج الأعور ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : قال لي عطاء : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ قال : ما يصبرهم على النار حين تركوا الحق واتبعوا الباطل .

حدثنا أبو كريب ، قال : سئل أبو بكر بن عياش : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ قال : هذا استفهام ، ولو كانت من الصبر قال : «فما أصبرُهم » رفعا ، قال : يقال للرجل : «ما أصبرك » ، ما الذي فعل بك هذا ؟

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ قال : هذا استفهام ، يقول : ما هذا الذي صبرهم على النار حتى جرأهم فعملوا بهذا ؟

وقال آخرون : هو تعجب ، يعني : فما أشد جراءتهم على النار بعملهم أعمال أهل النار ذكر من قال ذلك :

حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : فَمَا أصْبَرَهُمْ على النّارِ قال : ما أعملهم بأعمال أهل النار . وهو قول الحسن وقتادة ، وقد ذكرناه قبل .

فمن قال هو تعجب ، وجه تأويل الكلام إلى : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أشدّ جراءتهم بفعلهم ما فعلوا من ذلك على ما يوجب لهم النار ، كما قال تعالى ذكره : قُتِلَ الإنْسانُ ما أكْفَرَهُ تعجبا من كفره بالذي خلقه وسوّى خلقه .

فأما الذين وجهوا تأويله إلى الاستفهام فمعناه : هؤلاء الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصْبَرَهم على النار والنار لا صبر عليها لأحد حتى استبدلوها بمغفرة الله فاعتاضوها منها بدلاً ؟ .

وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال : ما أجرأهم على النار ، بمعنى : ما أجرأهم على عذاب النار ، وأعملهم بأعمال أهلها وذلك أنه مسموع من العرب : ما أصبر فلانا على الله ، بمعنى : ما أجرأ فلانا على الله ، وإنما يعجب الله خلقه بإظهار الخبر عن القوم الذين يكتمون ما أنزل الله تبارك وتعالى من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوّته ، واشترائهم بكتمان ذلك ثمنا قليلاً من السحت والرشا التي أعطوها ، على وجه التعجب من تقدمهم على ذلك مع علمهم بأن ذلك موجب لهم سخط الله وأليم عقابه .

وإنما معنى ذلك : «فما أجرأهم على عذاب النار » ولكن اجتزىء بذكر النار من ذكر عذابها كما يقال : ما أشبه سخاءك بحاتم ، بمعنى : ما أشبه سخاءك بسخاء حاتم ، وما أشبه شجاعتك بعنترة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ} (175)

{ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } في الدنيا . { والعذاب بالمغفرة } في الآخرة بكتمان الحق للمطامع والأغراض الدنيوية . { فما أصبرهم على النار } تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النار من غيره مبالاة . وما تامة مرفوعة بالابتداء ، وتخصيصها كتخصيص قولهم .

شر أهر *** ذا ناب

أو استفهامية وما بعدها الخبر ، أو موصولة وما بعدها صلة والخبر محذوف .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ} (175)

أولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ( 175 )

لما تركوا الهدى وأعرضوا عنه ولازموا الضلالة وتكسبوها مع أن الهدى ممكن لهم ميسر كان ذلك كبيع وشراء ، وقد تقدم( {[1577]} ) إيعاب هذا المعنى( {[1578]} ) ، ولما كان العذاب تابعاً للضلالة التي اشتروها وكانت المغفرة تابعة للهدى الذي اطرحوه أدخلا في تجوز الشراء .

وقوله تعالى : { فما أصبرهم على النار } ، قال جمهور المفسرين : { ما } تعجب( {[1579]} ) ، وهو في حيز المخاطبين( {[1580]} ) ، أي هم أهل أن تعجبوا منهم ، ومما( {[1581]} ) يطول مكثهم في النار ، وفي التنزيل( {[1582]} ) ، { قتل الإنسان ما أكفره } [ عبس : 17 ] ، و { أسمع بهم وأبصر }( {[1583]} ) [ مريم : 38 ] ، وبهذا المعنى صدر أبو علي ، وقال قتادة والحسن وابن جبير والربيع : أظهر التعجب من صبرهم على النار لما عملوا عمل من وطن نفسه عليها ، وتقديره : ما أجرأهم( {[1584]} ) على النار إذ يعملون عملاً يودي إليها ، وقيل : { ما } استفهام معناه أي شيء أصبرهم على النار ، ذهب إلى ذلك معمر بن المثنى( {[1585]} ) ، والأول أظهر( {[1586]} ) ، ومعنى { أصبرهم } في اللغة أمرهم بالصبر ، ومعناه أيضاً جعلهم ذوي صبر( {[1587]} ) ، وكلا المعنيين متجه في الآية على القول بالاستفهام ، وذهب المبرد في باب التعجب من المقتضب إلى أن هذه الآية تقرير واستفهام لا تعجب ، وأن لفظة { أصبر } بمعنى اضطر وحبس ، كما تقول أصبرت زيداً على القتل ، ومنه نهي النبي عليه السلام أن يصبر البهائم( {[1588]} ) ، قال : ومثله قول الشاعر : [ السريع ]

قُلْتُ لَهَا أصْبُرها دائباً . . . أَمْثَالُ بِسْطَامِ بِنِ قَيْسِ قَليلْ( {[1589]} )

قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء ، ورد عليه في ذلك كله بأنه لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر وإنما البيت أصبُرها بفتح الهمزة وضم الباء ماضيه صبر ، ومنه المصبورة ، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى اجعلها ذات صبر .


[1577]:- أي في أول سورة البقرة عند قوله تعالى : [أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين]
[1578]:- إيعاب هذا المعنى: أي جمعه واستيفاؤه.
[1579]:- لأن التعجب استعظام أمر خفي سببه، وهذا المعنى مستحيل على الله تعالى، فلذا كان التعجب مصروفا إلى الخلق وفي حيّزهم.
[1580]:- أي الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة.
[1581]:- أي: ومِنْ طول مكثهم في النار، فما مصدرية.
[1582]:- تأييد لكون (ما) تعجبية.
[1583]:- الآية (17) من سورة (عبس) – ومن الآية (38) من سورة (مريم).
[1584]:- هذا يدل على أن (أصبر) تأتي بمعنى (أجرأ) وهي لغة يمنية – حكى الفراء عن الكسائي أنه قال: أخبرني قاضي اليمن أنه اختصم إليه رجلان فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له الآخر: ما أصبرك على الله، أي ما أجرأك عليه.
[1585]:- هو أبو عبيدة اللغوي المشهور.
[1586]:- وهو كون (ما) تعجبية، قال (ح): وهو قول الجمهور من المفسرين. البحر المحيط 1-494.
[1587]:- ولا تكون (أصبر) بمعنى (صبر) أي (حبس واضطر) كما قال المبرد في (المقتضب)، فإن المعروف أن الهمزة إنما تكون للنقل أي: جعله ذا صبر.
[1588]:- روى البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه دخل دار الحكم بن أيوب فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم – وهو أن يمسك من ذوات الروح شيء حي ثم يُرمى بشيء حتى يموت. وفي الصحيحين، وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعل ذلك – لأنه تعذيب للحيوان، وإتلاف لنفسه، وتضييع لماليته، وتفويت لذكاته إن كان مما يُذكى.
[1589]:- البيت للحطيئة. وكنيته أبو مليكة، واسمه جرول العبسي. قال الجوهري: بسطام ليس من أسماء العرب، وإنما سمى قيس بن مسعود ابنه بسطاما بكسر الباء باسم ملك من ملوك فارس، كما سموا قابوس ودختنوس والذي في "لسان العرب" و"تاج العروس": قلتُ لها أَصبِرُها جاهـــدا ويحك أمثال طريف قليـــلْ وفي "مجموعة شعر الحطيئة" الصادرة عن مكتبة صادر ببيروت أنه قال يمدح طريف بن دفاع: قلتُ لها أَصبِرُها صادقـــاً ويحك: أمثال طريف قليـــلْ  قد يقصر الماجد عن فِعْلــه وينفس الجــودَ عليه البخِيـل  ذاك فتى يــبذُل ذا قــدره لا يفسد اللحـم لديه الصلـول  بلغه صالح سعـي الفتـــى عز تليـد وعنــان طـويـل