التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

ثم بين - سبحانه - جانبا آخر من حسراتهم في هذا اليوم فقال : { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السعير . . } .

أي : وقال الكافرون بربهم - على سبيل الحسرة والندامة - لو كنا في الدنيا نسمع ما يقال لنا على لسان رسولنا ، سماع طاعة وتفكر واستجابة ، أو نعقل ما يوجه إلينا من هدايات وإرشادات . .

لو كنا كذلك ، ما صرنا في هذا اليوم من جملة أصحاب النار المسعرة ، الذين هم خالدون فيها أبدا .

وقدم - سبحانه - السماع على التعقل ، مراعاة للترتيب الطبيعي ، لأن السماع يكون أولا ، ثم يعقبه التعقل والتدبر لما يسمع .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالُواْ لَوْ كُنّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنّا فِيَ أَصْحَابِ السّعِيرِ * فَاعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأصْحَابِ السّعِيرِ } .

يقول تعالى ذكره : وقال الفوج الذي ألقي في النار للخَزَنة : لَوْ كُنّا في الدنيا نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ من النّذُر ما جاءونا به النصيحة ، أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه ، ما كُنّا اليوم فِي أصحَابِ السّعِيرِ يعني أهل النار .