الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ أَمۡرُ رَبِّكَۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (33)

وقوله سبحانه : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الملائكة أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كذلك فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } [ النحل : 33 ] .

{ يَنظُرُونَ } : معناه : ينتظرون ، «وَنَظَرَ » متى كانَتْ من رؤية العين ، فإِنما تعدِّيها العربُ ب«إِلَى » ومتَى لم تتعدَّ ب«إِلى » ، فهي بمعنى «انتظر » ، ومنها : { انظرونا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } [ الحديد : 13 ] ومعنى الكلام : أنْ تأتيهم الملائكةُ لقبض أرواحِهِمْ ظالمِي أنْفُسِهِمْ . وقوله : { أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } [ النحل : 33 ] وعيدٌ يتضمَّن قيامَ الساعة ، أو عذابَ الدنيا ، ثم ذَكر تعالَى أَنَّ هذا كان فعْلَ الأمم قَبْلهم ، فَعُوقِبوا .