الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُخۡزِيهِمۡ وَيَقُولُ أَيۡنَ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تُشَـٰٓقُّونَ فِيهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ إِنَّ ٱلۡخِزۡيَ ٱلۡيَوۡمَ وَٱلسُّوٓءَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (27)

وقوله : { يُخْزِيهِمْ } [ النحل : 27 ] .

لفظٌ يعمُّ جميع المكارِهِ التي تَنْزِلُ بهم ؛ وذلك كلُّه راجعٌ إِلى إِدخالهم النَّار ، ودخولهم فيها . و{ تشاقون } : معناه : تحاربون ، أي : تكُونُونَ في شِقٍّ ، والحَقُّ في شِقٍّ . و{ الذين أُوتُوا العلم } : هم الملائكةُ فيما قال بعضُ المفسِّرين ، وقال يحيى بن سلام : هم المؤمنون .

قال ( ع ) : والصوابُ أن يعمَّ جميعَ مَنْ آتاه اللَّه عِلْمَ ذلك مِنْ ملائكةٍ وأنبياء وغيرهم ، وقد تقدَّم تفسير الخِزْي ، وأنه الفضيحةُ المُخْجلة ، وفي الحديث : ( إِنَّ العَارَ وَالتَّخْزِيَةَ لَتَبْلُغُ مِنَ العَبْدِ فِي المَقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى مَا أَنْ يَتَمَنَّى أَنْ يُنْطَلَقَ بِهِ إِلَى النَّارِ وَيَنْجُوَ مِنْ ذَلِكَ المَقَامِ ) أخرجه البغويُّ في «المسند المنتخب » له ، انتهى . من «الكوكب الدري » .