الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (21)

ثم أمر تعالى نِبِيَّه بذكر هود وقومه عادٍ ؛ على جهة المثال لقريشٍ ، وقد تقدَّم قَصَصَ عادٍ مُسْتَوفي في «سورة الأعراف » ، فلينظر هناك ، والصحيحُ من الأقوال أَنَّ بلادَ عادٍ كانت باليمن ، ولهم كانَتْ إرَمُ ذاتُ العمادِ ، و{ بالأحقاف } : جَمْعُ حِقْفٍ وهو الجبل المستطيل المُعْوَجُّ من الرَّمْلِ .

وقوله سبحانه : { وَقَدْ خَلَتِ النذر مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } { خَلَتِ } معناه : مَضَتْ إلى الأرض الخَلاَءِ ، و{ النذر } جمع نَذِيرٍ .