الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُتِلَ ٱلۡخَرَّـٰصُونَ} (10)

وقوله تعالى : { قُتِلَ الخراصون } دعاءٌ عليهم ؛ كما تقول : قاتلك اللَّه ، وقال بعض المفسرين . معناه : لُعِنَ الخرَّاصون ، وهذا تفسير لا يعطيه اللفظ .

( ت ) : والظاهر ما قاله هذا المُفَسِّرُ ؛ قال عِيَاضٌ في «الشفا » : وقد يقع القتل بمعنى اللعن ؛ قال اللَّه تعالى : { قُتِلَ الخراصون } و{ قاتلهم الله أنى يُؤْفَكُونَ } [ التوبة : 30 ] أي : لعنهم اللَّه ، انتهى . وقد تقدَّم للشيخ عند قوله تعالى : { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السوء } قال : كُلُّ ما كان بلفظ دعاء من جهة اللَّه عز وجل ، فَإنَّما هو بمعنى إيجاب الشيء ؛ لأَنَّ اللَّه تعالى لا يدعو على مخلوقاته ، انتهى بلفظِهِ ، وظاهِرُهُ مخالف لما هنا ، وسيبينه في سورة البروج ، والخَرَّاصُ : المُخَمِّنُ القائل بِظَنِّهِ ، والإشارة إلى مُكَذِّبي النبي صلى الله عليه وسلم .