ومعنى قوله : { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ } أَنَّ نومهم كان قليلاً ؛ لاشتغالهم بالصلاة والعبادةِ ، والهجوعُ : النومُ ، وقد قال الحسن في تفسير هذه الآية : كابَدُوا قيامَ الليل ، لا ينامون منه إلاَّ قليلاً ، وأَمَّا إعرابُ الآية فقال الضَّحَّاكُ في كتاب الطبريِّ : ما يقتضي أنَّ المعنى : كانوا قليلاً في عددهم ، وتَمَّ خبرُ «كان » ، ثم ابتدأ { مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ } فما نافية و{ قَلِيلاً } وقف حسن ، وقال جمهور النحويين : ما مصدريَّةٌ و{ قَلِيلاً } خبرُ { كَانَ } ، والمعنى : كانوا قليلاً من الليل هجوعُهُم ، وعلى هذا الإعراب يجيء قولُ الحسن وغيرِهِ ، وهو الظاهر عندي أَنَّ المراد كان هُجُوعُهُمْ من الليل قليلاً ؛ قيل لبعض التابعين : مَدَحَ اللَّهُ قوماً { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ } ونَحْنُ قليلاً من الليل ما نقوم ! فقال : رَحِمَ اللَّهُ امرأً رقد إذا نعس ، وأطاع رَبَّه إذا استيقظ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.