الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ} (19)

{ وَفي أموالهم حَقٌّ } الآية ، الصحيح أَنَّها مُحْكَمَةٌ وأنَّ هذا الحق هو على وجه الندب ، و{ مَّعْلُومٌ } يُرَادُ به : مُتَعَارَفٌ ، وكذلك قيامُ الليل الذي مدح به ليس من الفرائض ، وأكثر ما تقع الفضيلةُ بفعل المندوبات ، والمحروم هو الذي تَبْعُدُ عنه مُمْكِنَاتُ الرزق بعد قربها منه ، فيناله حرمان وَفاقَةٌ ، وهو مع ذلك لا يسأل ، فهذا هو الذي له حَقٌّ في أموال الأغنياء ، كما للسائل حَقٌّ ، وما وقع من ذكر الخلاف فيه فيرجع إلى هذا ، وبعد هذا محذوف تقديره : فكونوا أَيُّها الناسُ مثلَهم وعلى طريقهم .