فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُتِلَ ٱلۡخَرَّـٰصُونَ} (10)

{ قتل الخراصون } هذا دعاء عليهم ، وحكى الواحدي عن المفسرين جميعا : أن المعنى لعن الكذابون ، والمراد بالكذابين أصحاب القول المختلف ، وأصل هذا التركيب الوعد بالقتل : أجري مجرى اللعن ، واستعمل بمعناه تشبيها للملعون . الذي يفوته كل خير وسعادة بالمقتول الذي تفوته الحياة ، وكل نعمة ، وقال ابن الأنباري : والقتل إذا أخبر به عن الله كان بمعنى اللعنة لأن من لعنه الله فهو بمنزلة المقتول الهالك قال الفراء معنى قتل لعن ، وفي القاموس ما يقتضي أن قتل يأتي بمعنى لعن ، ونصه : { قتل الإنسان ما أكفره } أي : لعن { وقاتلهم الله } أي لعنهم ، والخراصون الكذابون ، الذين يتخصرون فيما لا يعلمون ، فيقولون إن محمدا مجنون كذاب شاعر ساحر . قال الزجاج : الخراصون هم الكذابون ، والخرص حزر ما على النخل من الرطب تمرا والخراص الذي يخرصها ، وليس هو المراد هنا ، قال ابن عباس في الآية : لعن المرتابون ، وعنه قال : هم الكهنة وقيل : هم المقتسمون الذين اقتسموا أعقاب مكة ليصرفوا الناس عن الإسلام .