الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (21)

وقوله سبحانه : { وَفي أَنفُسِكُمْ } إحالة على النظر في شخص الإنسان ، وما فيه العِبَرِ ، وأمرِ النفسِ ، وحياتِهَا ، ونطقِها ، واتصالِ هذا الجزء منها بالعقل ؛ قال ابن زيد : إنَّما القلب مُضْغَةٌ في جوف ابن آدم ، جَعَلَ اللَّه فيه العقل ، أفيدري أحد ما ذلك العقل ، وما صِفَتُه ، وكيف هو ؟ ( ت ) .

قال ابن العربيِّ في رحلته : اعلم أَنَّ معرفة العبد نَفْسَهُ من أولى ما عليه وآكدِهِ ؛ إذْ لاَ يَعْرِفُ رَبَّه إلاَّ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ ؛ قال تعالى : { وَفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } وغير ما آية في ذلك ، ثم قال : ولا ينكر عاقل وُجُودَ الرُّوحِ من نفسه ، وإنْ كان لم يدركْ حقيقتَه ، كذلك لا يَقْدِرُ أنْ يُنْكِرَ وُجُودَ الباري سبحانه الذي دَلَّتْ أفعاله عليه ، وإنْ لم يدركْ حقيقته ، انتهى .