الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُتِلَ ٱلۡخَرَّـٰصُونَ} (10)

ثم قال : { قتل الخراصون } [ 10 ] .

قال ابن عباس : معناه لعن المرتابون{[65054]} .

قال ابن زيد : قتل{[65055]} الخراصون يخرصون{[65056]} الكذب ، يقولون شاعر ساحر وكهانة ، وأساطير الأولين اكتتبها{[65057]} .

قال مجاهد : معناه قتل الخراصون الذين يقولون لسنا نبعث{[65058]} .

وقال الفراء : معناه : لعن الكاذبون الذين يقولون محمد مجنون وساحر شاعر كذاب يخترصون{[65059]} ما لا يعلمون{[65060]} .

ولا يعرف أهل اللغة " قتل " بمعنى " لعن " ومعناه على قول سيبويه والخليل{[65061]} وغيرهما أن هؤلاء ممن يجب أن يدعا{[65062]} عليهم بالقتل على أيدي{[65063]} المؤمنين أو بعذاب{[65064]} من عند الله{[65065]} .

قال ابن عباس{[65066]} : عني به الكهانة{[65067]} .


[65054]:انظر: جامع البيان 26/119، وإعراب النحاس 4/236، و تفسير القرطبي 17/33، وابن كثير 4/233.
[65055]:ساقط من ع.
[65056]:ح: "الخير صون".
[65057]:ع: "اكتبها".
[65058]:انظر: تفسير مجاهد 618، وجامع البيان 26/219، وابن كثير 4/233.
[65059]:ع: "يخرصون".
[65060]:انظر: معاني الفراء 3/83، وتفسير القرطبي 17/33، وزاد المسير 8/30، وتفسير الغريب 420.
[65061]:هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي الجعدي أبو عبد الرحمن من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض أخذه من الموسيقى وكان عارفا بها، هو أستاذ سيبويه النحوي، ولد ومات في البصرة – توفي 170 هـ). انظر: وفيات الأعيان 2/244، وإنباه الرواة 1/341، وشذرات الذهب 1/275.
[65062]:ع: "يدعي".
[65063]:ع: "أيد".
[65064]:ح: "يعذب".
[65065]:جاء في اللسان مادة "قتل" وقوله تعالى: {قاتلهم الله أنى يؤفكون} أي: لعنهم أنى يصرفون، وليس هذا بمعنى القتال الذي هو من المقاتلة والمحاربة بين أثنين، وقال الفراء في قوله تعالى: {قتل الإنسان ما أكفره}: معناه لعن الإنسان، وقاتله الله: لعنه الله، وقال أبو عبيدة معنى قاتل الله فلانا أي عاداه، وفي الحديث: قاتل الله اليهود أي قتلهم الله، وقيل: لعنهم الله، وقيل عاداهم". ففي هذا رد على صاحبنا مكي من أن أهل اللغة لا يعرفون "قتل" بمعنى "لعن" راجع ذلك في اللسان 3/19، ومعاني الفراء 3/83.
[65066]:ع: "ابن عباس": وهو تحريف.
[65067]:انظر: جامع البيان 26/119.