فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞أَفَلَا يَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِي ٱلۡقُبُورِ} (9)

{ *أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ( 9 ) وحصل ما في الصدور ( 10 ) إن ربهم بهم يومئذ لخبير ( 11 ) } .

{ بعثر } قلب وأثير .

أيجحد الإنسان نعمة باريه ، ويشتد حرصه على ما يرديه ، فلا يعلم مآله { يوم تبلى السرائر . فما له من قوة ولا ناصر }{[12541]} ؟ ؟ - تهديد ووعيد ؛ والهمزة للإنكار- فليستيقنوا أنهم يوم يبعثون سيعرضون على الواحد القهار ، لا تخفى عليه منهم خافية ، ولا يتخلف منهم أحد ، بل حين تقلب القبور وتثار ، ستسلم ما استودعته من الموتى والمقبورين إلى مالك يوم الدين ، { إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا . لقد أحصاهم وعدهم عدا . وكلهم آتية يوم القيامة فردا }{[12542]} ولا يستوي من عمل صالحا ومن أساء ، فلكل درجات مما عملوا { . . وكان ربك بصيرا }{[12543]} وهو سبحانه : { . . ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين }{[12544]} { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين }{[12545]} .

مما يقول صاحب روح المعاني : . . إذا بعثر من في القبور من الموتى ، وإيراد { ما } لكونهم إذ ذاك بمعزل من رتبة العقلاء . . وتعدى العلم- إذا كان بمعنى المعرفة- لواحد شائع .


[12541]:- سورة الطارق. الآيتان 9، 10.
[12542]:- سورة مريم. الآيات: 93- 95.
[12543]:- سورة الفرقان. من الآية 20.
[12544]:- سورة الأنعام. من الآية 147.
[12545]:- سورة الأنبياء. الآية 47.