قوله : { إِذَا بُعْثِرَ } : في العاملِ فيها أوجهٌ :
أحدُها : " بُعْثِرَ " ، نقله مكي عن المبرد ، وتقدَّم تحريرُ هذا قريباً في السورةِ قبلَها .
والثاني : أنه ما دَلَّ عليه خبرُ " إنَّ " ، أي : إذا بُعْثر جُوزوا .
والثالث : أنه " يَعْلَمُ " ، وإليه ذهب الحوفيُّ وأبو البقاء . ورَدَّه مكيُّ ، قال : " لأنَّ الإِنسانَ لا يُرادُ منه العِلْمُ والاعتبارُ ذلك الوقت ، وإنما يَعْتَبِرُ في الدنيا ويعلَمُ " ، وقال الشيخ : " وليس بمتَّضِحٍ ؛ لأنَّ المعنى : أفلا يعلَمُ الآن . وكان قد قال قبل ذلك : " ومفعولُ يَعْلَمُ محذوفٌ ، وهو العاملُ في الظرفِ ، أي : أفلا يعلم مآلَه إذا بُعْثِرَ " انتهى . فجَعَلَها متعديةً في ظاهرِ قولِه إلى واحدٍ ، وعلى هذا فقد يُقال : إنها عاملةٌ في " إذا " على سبيلِ أنَّ " إذا " مفعولٌ به لا ظرفٌ ، إذ التقديرُ : أفلا يَعْرِفُ وقتَ بَعْثَرَةِ القبورِ . يعني أَنْ يُقِرَّ بالبعثِ ووقتِه ، و " إذا " قد تصرّفَتْ وخَرَجَتْ عن الظرفيةِ ، ولذلك شواهدُ تقدَّم ذِكْرُها في غضونِ هذا التصنيفِ .
الرابع : أنَّ العاملَ فيها محذوفٌ ، وهو مفعولٌ " يَعْلَمُ " كما تقدَّم تقريرُه ، أي : يعلمُ مآلَه إذا بُعْثِرَ .
ولا يجوزُ أن يعملَ فيه " لَخبيرٌ " ؛ لأنَّ ما في حَيِّز " إنَّ " لا يتقدَّمُ عليها .
وقرأ العامَّةُ " بُعْثِرَ " بالعين مبنياً للمفعولِ . والموصولُ قائمٌ مقامَ الفاعلِ . وابن مسعودٍ بالحاء . وقرأ الأسود بن يزيد ومحمد بن معدان " بُحِثَ " من البحث . ونصر بن عاصم " بَعْثَرَ " مبنياً للفاعل وهو اللَّهُ تعالى ، أو المَلَكُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.