فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (72)

{ لَعَمْرُكَ } على إرادة القول ، أي قالت الملائكة للوط عليه السلام : لعمرك { إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ } أي غوايتهم التي أذهبت عقولهم وتمييزهم بين الخطأ الذي هم عليه وبين الصواب الذي تشير به عليهم ، من ترك البنين إلى البنات { يَعْمَهُونَ } يتحيرون ، فكيف يقبلون قولك ويصغون إلى نصيحتك ، وقيل : الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه أقسم بحياته وما أقسم بحياة أحد قط كرامة له ، والعمر والعمر واحد ، إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح لإيثار الأخف فيه ، وذلك لأن الحلف كثير الدور على ألسنتهم ، ولذلك حذفوا الخبر ، وتقديره : لعمرك مما أقسم به ، كما حذفوا الفعل في قولك : بالله . وقرىء : «في سكرهم وفي سكراتهم » .