الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (72)

ثم قال تعالى { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } [ 72 ] .

فرفع لعمر على الابتداء والخبر محذوف ، كأنه قال لعمرك قسمي ، أو ما أقسم به{[38191]} . وحسن الحذف لأن باب القسم باب حذف{[38192]} .

والمعنى : أي وحياتك يا محمد أن كفار قومك من قريش { لفي سكرتهم{[38193]} } أي : ضلالتهم { يعمهون } [ 72 ] أي : يترددون .

وقال ابن عباس : ما خلق الله وما ذرأ و ما برأ نفسا أكرم عليه من محمد [ صلى الله عليه وسلم{[38194]} ] ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره{[38195]} .

وعمرك أصله ضم العين لأنه من العمر والتعمير ومنه قول الرجل لعمري إنما أقسم بمدة حياته . ولكن كثر{[38196]} استعمالهم له في القسم ففتحوا العين ، ولا يفتح إلا في القسم خاصة{[38197]} . فإنما أقسم الله جل ذكره [ بعمر{[38198]} ] النبي صلى الله عليه وسلم{[38199]} كأنه قال : وبقائك في الدنيا يا محمد .

قال أبو الجوزاء : ما أقسم الله بحياة أحد غير محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنه أكرم البشر{[38200]} عنده{[38201]} .

وقيل : معناه وعيشك يا محمد أن{[38202]} قريشا لفي سكرتهم [ يتمادون{[38203]} ]{[38204]} .

وقال مجاهد : " يعمهون " يترددون{[38205]} .


[38191]:?????
[38192]:?????
[38193]:?????
[38194]:ساقط من "ق".
[38195]:انظر: قوله في جامع البيان 14/44 وأحكام ابن العربي 3/1130 وتفسير ابن كثير 2/860 والدر 5/89.
[38196]:"ق": كثير.
[38197]:وهو قول سيبويه والخليل وجميع أهل اللغة، انظر: معاني الزجاج 3/183 وأحكام ابن العربي 3/1130.
[38198]:ساقط من "ق".
[38199]:"ط": عليه السلام.
[38200]:"ط": البرية. 8 انظر: قوله في جامع البيان 14/44 وفيه أنه يرويه عن ابن عباس. 9 "ق": بان.
[38201]:0 "ق": يتمارون.
[38202]:?????
[38203]:?????
[38204]:وهو قول ابن عباس، جامع البيان 14/44 والدر 5/89. وقال ابن العربي: "قال المفسرون بأجمعهم أقسم الله هنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ... ولا أدري ما الذي أحرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد؟ وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط؟... ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة "أحكام ابن العربي 3/1130.
[38205]:انظر: قوله في جامع البيان 14/44 والدر 5/90 عن الأعمش.