فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرۡيَةٖ مِّنۡهُ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةً أَوۡ يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَقِيمٍ} (55)

{ ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم }

{ مرية } شك . { الساعة } القيامة .

{ بغتة } فجأة . { يوم عقيم } منفرد عن سائر الأيام لا مثل له ولا يوم بعده .

قال ابن زيد : { منه } أي : مما ألقى الشيطان ؛ فيكون المعنى : وسيبقى أهل الشك والريب وقسوة القلب من الكافرين مخدوعين بوساوس وشبهات الشياطين ، حتى تفجأهم القيامة وهم في طغيانهم يعمهون ، وفي ريبهم يترددون ؛ ويوم الحساب والجزاء الذي لا ليل له لا ينصرون ، بل هم في عذاب جهنم خالدون ؛ كأن كل يوم يلد ما بعده من الأيام ، فما لا يوم بعده يكون عقيما ، والمراد به الساعة بمعنى يوم القيامة أيضا ، كأنه قيل : أو يأتيهم عذابها ، فوضع ذلك موضع ضميرها لمزيد التهويل والتخويف ؛ و{ أو } في محلها لتغاير الساعة وعذابها ، وهي لمنع الخلو ؛ وكأن المراد المبالغة في استمرارهم على المرية-{[2268]} .


[2268]:من روح المعاني.