{ ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله }
بين أنه مع إكرامه لهم في الآخرة لا يدع نصرهم في الدنيا . . فقال : { ذلك } قال الزجاج : أي الأمر ما قصصنا عليكم من إنجاز الوعد . . {[2272]} ؛ { ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله } والذي يدفع عن نفسه وعمن وعما شرع له أن يدفع عنه ، ويجازي الجاني بمثل ما جنى به عليه ، أذن له من الله تعالى أن يدافع فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ، سمى الابتداء باسم الجزاء للطباق والملابسة من حيث إن ذلك سبب وهذا مسبب عنه ؛ { ثم بغي عليه } أي ثم كان المجازي مبغيا عليه ، أي مظلوما ، ومعنى { ثم } تفاوت الرتبة ، لأن كونه مبدوءا بالقتال معه نوع ظلم ، كما قيل : البادئ أظلم ، وهو موجب لنصرته ظاهرا ، إلا أن كونه في نفس الأمر مظلوما هو السبب الأصلي في النصرة {[2273]} [ يقول تعالى ذكره : إن الله لذو عفو وصفح لمن انتصر ممن ظلمه من بعد ما ظلمه الظالم بحق ، غفور لما فعل ببادئه بالظلم مثل الذي فعل به ، غير معاقبه عليه ]{[2274]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.