فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (11)

أولئك هم المنعمون المكرمون ، وإلى دار السلام ومقاعد الصدق وضيافة الملك مدعوون ، وفي الدرجات العلا والنعيم الأوفى الأبدي باقون .

وعلماء المعاني يلفتون إلى وجوه من البلاغة متتابعة في هذه الآيات المباركات ؛ فقد جاءت جملا اسمية دالة على الثبات والدوام ؛ وتقدم الضمير المفيد لتقوي الحكم بتكريره ؛ والتعبير في المسند بالاسم الدال كما شاع على الثبات ؛ وتقديم الظرف عليه المفيد للحصر .

فلينظر طلاب الفوز والسعادة ، كم حققوا من هذه الصفات ؟ وليسأل العاقل نفسه أين هو من تلك العلامات ، فإن وجد خيرا فليحمد الله تعالى ، وليسأله سبحانه الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وإن وجد غير ذلك فليوف بعهد ربه ، يوف إليه ربه بعهده ؛ ربنا تقبل عنا أحسن ما عملنا وتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون .