الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (11)

ثم قال : { الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون }[ 11 ] .

أي : يرثون الجنة ، مقامهم دائم{[47304]} فيها .

والفردوس عند العرب ، البستان ذو الكرم{[47305]} .

وروى قتادة عن أنس أن الفردوس ربوة الجنة ، أو وسطها وأفضلها .

وقال كعب{[47306]} : خلق الله جل ذكره بيده جنة الفردوس ، وغرسها بيده ، ثم قال لها : تكلمي{[47307]} ، فقالت : ( قد أفلح المؤمنون ) .

وقال داود بن بقيع{[47308]} لما خلقها الله قال لها : تزيني ، فتزينت .

ثم قال لها : تكلمي ، فقالت : طوبى لمن رضيت عنه .

وقال أحمد بن حنبل في كتاب التفسير : إن الله تعالى بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل جبالها المسك الأذفر .

وعن أبي هريرة أنه قال : الفردوس جبل في الجنة من مسك تفجر من أصله أنهار [ أهل ]{[47309]} الجنة .

وروى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الجنة مائة درجة ، أعلاها وأوسطها الفردوس ، ومنها تفجر أنهار الجنة " {[47310]} .


[47304]:ز: قائم. (تحريف).
[47305]:انظر: تهذيب اللغة 13/150.
[47306]:انظر: جامع البيان 18/7 وتفسير ابن كثير 3/237.
[47307]:ز: تكلم. (تحريف).
[47308]:انظر: جامع البيان 18/7.
[47309]:زيادة من ز.
[47310]:انظر: البخاري مع الفتح 6/10 (كتاب الجهاد) وابن ماجة 2/1448 (كتاب الزهد) ومسند أحمد 2/335.